×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

لكن هذه الأصناف الثلاثة في هذه الآية هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ [فاطر: 32]، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، هم الذين أورثوا الكتاب بعد الأمم المتقدمة، وليس ذلك مختصًّا بحفَّاظ القرآن،

****

﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ، وفي هذه الآية رد على الخوارج والمعتزلة، الذين يكفِّرون أصحاب الكبائر؛ لأن الله أخبر أنهم يدخلون الجنة، والخوارج والمعتزلة يقولون: لا يدخلون الجنة، وهم مخلَّدون في النار. نسأل الله العافية من الضلال!

﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ؛ يعني: القرآن، ﴿ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا؛ أي: اخترناهم ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110]، ﴿مِنۡ عِبَادِنَاۖ، هم هذه الأمة، أورثها الله الكتاب، وهو القرآن العظيم، واصطفاهم: اختارهم على غيرهم من الأمم، كرَّمهم بذلك، وشرَّفهم.

﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ [فاطر: 32]، فوارث هذا الكتاب هم المؤمنون، ولو كانوا لا يقرؤون القرآن، وليس ذلك خاصًّا بحفاظ القرآن، بل كل مؤمن من هذه الأمة، فإنه ورث هذا الكتاب، ويحصل على هذا الجزاء عند الله سبحانه وتعالى، فإن المؤمن من أهل القرآن، وإن لم يحفظه.


الشرح