وقد
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ كَانَ فِي الأُْمَمِ
قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ، فَعُمَر مِنْهُمْ» ([1]).
وروى
الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لَوْ لَمْ أُبْعَثْ فِيكُمْ
لَبُعِثَ فِيكُمْ عُمَرُ» ([2]).
****
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هو مُحَدَّث ومُلْهم بشهادة الرسول صلى
الله عليه وسلم، وقد وافق القرآن في أشياء؛ قال قولا، فنزل القرآن بموافقته، بلغ
إلى هذه المرتبة من العلم والمزية، ومع هذا عمر يخطئ أحيانًا، وسيأتي لكم أمثلة
مما وقع له رضي الله عنه، واعترف هو بذلك، فلم يكن معصومًا، مع أنه من سادات
أولياء الله عز وجل، وشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه محدث وملهم، ومع هذا
ليس معصومًا، فكيف بغيره؟!
هذا ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن فيه كلام، الحديث هذا فيه كلام، ولكن الشيخ ساقه معتمدًا عليه؛ بناء على من قوَّاه، ويشهد له أحاديث أخرى بأن عمر محدَّث في هذه الأمة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3689) من حديث أبي هريرة، وأخرجه: مسلم رقم (2398) من حديث عائشة.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد