ولفظ
الفقر في الشرع يراد به الفقر من المال، ويراد به فقر المخلوق إلى خالقه، كما قال
تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ
لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾ [التوبة: 60]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ [فاطر: 15]، وقد
مدح الله تعالى في القرآن صنفين من الفقراء: أهل الصدقات وأهل الفَيء، فقال في
الصنف الأول: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ
أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ
يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ
لَا يَسَۡٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ﴾ [البقرة: 273].
****
للصوفية اصطلاح آخر غير التصوف،
وهو أنهم يتسمون بالفقراء، قال الشيخ: والفقر على قسمين: فقر من المال، يستحق
صاحبه الصدقات، وفقر إلى الله عز وجل، وهذا يعم جميع العباد، الفقر من المال هذا
يكون لبعض الناس، لكن الفقر إلى الله هذا يكون في جميع العباد: الأغنياء،
والفقراء، والسلاطين، والسوقة، والعلماء، والعوام، والعرب والعجم، كلهم فقراء إلى
الله، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [فاطر: 15]، فليس
هذا خاصًّا بالصوفية؛ حتى يضعوه شعارًا لهم، وإنما هو عام لجميع الخلق، كلهم فقراء
إلى الله سبحانه وتعالى.
هذا الفقر من المال، الذي يستحق صاحبه الصدقات.
هذا النوع الثاني، وهو الفقر إلى الله عز وجل. وهذا عامٌّ في جميع الناس،
كل العباد فقراء إلى الله سبحانه وتعالى، ليس هذا خاصًّا بطائفة دون طائفة.
مدح الله صنفين من الفقراء في القرآن: أحدهما: أهل الصدقات؛ كما في آية البقرة، قال عز وجل ﴿لِلۡفُقَرَآءِ﴾؛ يعني: الصدقات ﴿ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾؛ يعني: حبسوا، لا يستطيعون
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد