وقال أيضًا لمعاذ:
«رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَة، وَذِرْوَة سَنَامِهِ
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([1])،
****
أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وهذا هو الذي خلقهم الله من أجله: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ
إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، هذا حق الله على عباده، ولا تكفي
العبادة، بل لابد أن يجتنب الشرك.
بعض الناس يعبد الله، لكنه يشرك بالله عز وجل، فهذا لا تنفعه العبادة.
«أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»، ما قال: أن يعبدوه فقط؛ بل «وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»؛ لأن الشرك يبطل العبادة.
و«حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ»،
فحق الله على العباد هذا واجب، وحق العباد على الله هذا ليس واجبًا على الله،
وإنما هو حق تفضل الله به على عباده؛ لأن أحدًا لا يوجب على الله شيئًا، أما الله،
فإنه يوجب على العباد، فأوجب عليهم عبادته وتوحيده، وتفضل سبحانه وتعالى لمن عبده،
ولم يشرك به شيئًا ألاَّ يعذبه، هذه بشرى عظيمة، وفيها منقبة لمعاذ رضي الله عنه،
وهذه صفة أولياء الله سبحانه وتعالى؛ أنهم يعبدونه، ولا يشركون به شيئًا. وفيه فضل
التوحيد، وأنه يكفِّر الله به الذنوب.
هذا حديث رابع لمعاذ رضي الله عنه.
«رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ»؛ يعني: أول شيء على المسلم أو على العبد، أول شيء على العبد أن يسلم لله عز وجل، ويدخل في دين الله، هذا أول شيء، أن يدخل في دين الله عز وجل، يدخل في الإسلام.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد