وقال: «يَا
مُعَاذُ ألاَ أُخْبِرُكَ بِأَبْوَابِ الْبِرِّ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ
تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ،
****
«وَعَمُودُهُ الصَّلاَة»: عمود الإسلام
الصلاة، فهذا تشبيه للإسلام بالخيمة أو البيت من الشعر؛ لأنه لا يقوم إلاَّ على
عمود، لا تقوم الخيمة، أو البيت من الشعر، أو من الأدم إلاَّ على عمود، وهذا شيء
يعرفه الناس بالفطرة والتجربة، فلو أنك جئت بخيمة، أو ببيت من الشعر، أو من الأدم،
أو غير ذلك، وليس معك عمود، لم تنتفع به، ولم يستظل به، حتى يكون معك عمود تقيمه
عليه، فالإسلام لا يقوم إلاَّ على الصلاة، فالذي ليس له صلاة لا يقوم له دين، ولا
إسلام، وهذا يدل على أن من ترك الصلاة متعمدًا، فإنه يكفر؛ لأنه ليس معه عمود
الإسلام، عموده الصلاة.
«وَذِرْوَة سَنَامِهِ
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»؛ يعني: أرفع الإسلام وأعلاه الجهاد في سبيل الله،
فهذا فيه فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل، وأنه أفضل أنواع الطاعات.
وقال: «يَا مُعَاذُ ألاَ أُخْبِرُك
بِأَبْوَابِ الْبِرِّ؟»: أبواب الخير واسعة كثيرة، أبواب الخير يعني:
أنواع الخير، وأنواع العبادات، زيادة على الإسلام على هذه الصفات، أو هذه الأركان
للإسلام.
«الصَّوْمُ جُنَّةٌ»: والجنة: ما يجتن به الإنسان ويتوقى به السلاح، وهو الترس الذي يكون بينه وبين سهام العدو، أو الحصن الذي يتحصن به، فالجنة: ما يقيك من السهام؛ سهام العدو، «الصَّوْمُ جُنَّةٌ» بمعنى أنه يقيك من المعاصي، وقاية، فإذا صام الإنسان -هذا شيء معروف-،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد