وفي
المسند وصححه الترمذي عن عدي بن حاتم في تفسيره هذه الآية، لما سأل النبي صلى الله
عليه وسلم عنها، فقال: ما عبدوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَلُّوا
لَهُمُ الْحَرَامَ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلاَلَ فَأَطَاعُوهُمْ، وَكَانَتْ
هَذِهِ عِبَادَتَهُمْ إيَّاهُمْ» ([1])، ولهذا قيل في
مثل هؤلاء: إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول، فإن أصل الأصول تحقيق الإيمان بما
جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
****
أطاعوهم في تحليل الحرام، وتحريم
الحلال؛ فالتحليل والتحريم حق الله عز وجل، لا يجوز لأحد أن يحلل ويحرم بدون دليل
من الكتاب والسُّنة، من حرم شيئًا، أو أحلَّ شيئًا بدون دليل من الكتاب والسُّنة،
فقد شارك الله في ربوبيته؛ لأن هذا من حق الربوبية.
قيل في هؤلاء الذين أطاعوا الأحبار والرهبان والعباد والأولياء: حرموا الوصول؛ لأنهم ضيعوا الأصول؛ لأن الأصول هي: طاعة الله، ورسوله، واتباع الكتاب والسُّنة، هذه هي الأصول، لما ضيعوها، حرموا الوصول إلى الله عز وجل، ولهذا من الحكمة، يقولون: مَن ضيَّع الأصول حُرِم الوصول.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد