×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فلا بُد من الإيمان بالله ورسوله، وبما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق إنسهم وجنِّهم وعربهم وعجمهم علمائِهم وعبَّادهم ملوكهم وسوقتهم .

****

 لا بُد من الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الجن والإنس، والعرب والعجم، مبعوث إلى الثقلين، مبعوث إلى كل الناس، إلى الملوك والأمراء، والصعاليك، والعلماء، والجهال، فهو مرسل إلى الجميع، تجب على الجميع طاعته صلى الله عليه وسلم، ويجب على الجميع امتثال أمره، ليس لأحد أن يخرج عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: إنه وصل إلى الله، وليس في حاجة إلى الرسول - كما تقوله الصوفية -، أو يدعي للولي أنه أعلم وأعرف؛ لأنه صار من العارفين، ويأخذ عن الله، وليس بحاجة إلى الرسول - كما يقوله غلاة الصوفية -، فلا يسع أحدًا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن يطيعه، ويتبعه، حتى لو وجد من الأنبياء أحد بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجب عليه أن يتبعه؛ كما قال عز وجل ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ [آل عمران: 81]؛ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ [آل عمران: 81]، أخذ الله الميثاق على الأنبياء - فكيف بغيرهم؟ - أنه لو بعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحدٌ منهم حيٌّ - موسى عليه السلام، أو عيسى عليه السلام، أو أي رسول -، فإنه يتبع هذا الرسول؛ لأن الرسالة صارت له صلى الله عليه وسلم، هو خاتم المرسلين، فلا يسع أحدًا إلاَّ طاعته صلى الله عليه وسلم: ﴿ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ [آل عمران: 81]؛ أي: عهدي، ﴿قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ


الشرح