كما
جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا:
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا
عَاهَدَ غَدَرَ» ([1]). فبين النبي صلى
الله عليه وسلم أن من كان فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
****
يعني: النفاق العملي، منافقًا خالصًا، يعني: في النفاق العملي، لا يكون
كافرًا: «وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ
مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا»، فدلَّ
على أنه يكون في المؤمن إيمان، ويكون فيه نفاق، يكون فيه إيمان، ويكون فيه نفاق.
«إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ»: الواجب على المسلم
أن يصدق في أحاديثه، ولا يعوِّد نفسه الكذب والتساهل فيه.
«وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ»: إذا صدر منه وعد
لأحد، فإنه لا يفي بالوعد، هذا نفاق، والواجب على المسلم أنه إذا وعد، يفي بوعده،
ولا يتخلف ويغر الموعود، هذا من خصال النفاق.
«وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»: إذا اؤتمن على سر،
اؤتمن على عمل وظيفة، اؤتمن على وديعة، اؤتمن على معاملة، إذا اؤتمن، خان -
والعياذ بالله -، الخيانة ليست من صفات المؤمن، المؤمن من صفاته الأمانة في القول
والعمل، يكون أمينا.
«وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»: إذا عاهد ولي أمر المسلمين، غدر ونكث الطاعة، أو عاهد أحدًا من أفراد الناس، حتى ولو الكافر، إذا عاهد -
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد