كما أن كثيرًا من
النصارى واليهود يعتقدون أنهم أولياء الله، وأن محمدًا رسول الله ؛ ولكن يقولون:
إنما أرسل إلى غير أهل الكتاب، وأنه لا يجب علينا اتباعه .
****
الله ذكر ذلك عنهم: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ
نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾ [المائدة: 18]،
ادَّعوا لأنفسهم هذا، وهم يقولون: الله ثالث ثلاثة، أو يقولون: إن الله هو المسيح
ابن مريم، ولهذا قال بعدها: ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، فهم
يقولون: نحن أولياء الله، وهم يقولون: إن الله ثالث ثلاثة، واليهود يقولون: إن
الله فقير ونحن أغنياء، يد الله مغلولة. يعبدون العجل، ويقولون: نحن أولياء الله ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ
نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾.
أرسل إلى العرب فقط، إلى الأميين، وهذا كفر صريح؛ لأن رسالة النبي صلى الله
عليه وسلم عامة: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]،
وقال في اليهود والنصارى: ﴿ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ﴾ [الأعراف: 157]؛ يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ
ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ
وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ
عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]،
مَن هو الرسول؟ ﴿ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ﴾ مَن هو النبي
الأمي؟ محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ٱلَّذِي
يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ [الأعراف: 157] وقال
عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ﴾ [البقرة: 146]،
وبشَّر به عيسى عليه السلام،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد