لأنه أرسل إلينا
رسلاً قبله. فهؤلاء كلهم كفارٌ.
****
قال ﴿وَمُبَشِّرَۢا
بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي﴾، مَن الذي جاء بعد عيسى عليه السلام ؟ هو محمد صلى الله
عليه وسلم: ﴿وَمُبَشِّرَۢا
بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ﴾ [الصف: 6]، هذا اسم
الرسول صلى الله عليه وسلم، اسمه أحمد ومحمد، وله أسماء غير هذين الاسمين أيضًا
صلى الله عليه وسلم، فهم لا يؤمنون بعموم الرسالة، وفي من ينتسب إلى الإسلام من
يصدقهم على هذا ويوافقهم، ويقول: هم على دين، ونحن على دين، ونحن إخوان، والكل يصل
إلى الله. هذا كفر -والعياذ بالله-، هذا جحود لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ
يَهُودِيٌّ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي
أُرْسِلْتُ بِهِ، إلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([1])، الرسول صلى الله
عليه وسلم دعا الناس جميعًا، دعا العرب، ودعا اليهود والنصارى، وكتب إلى الملوك
والرؤساء، كتب إلى كسرى وقيصر يدعوهم إلى الله، كيف يكتب لهم، وهو ليس رسولاً
إليهم؟! فينبغي التفطن لهذه الأفكار الخبيثة، التي يروِّجها اليهود والنصارى وقد
يتقبلها بعض المنتسبين إلى الإسلام، إما عن عمد، وإما عن جهل.
الرسل الذين قبله أحالوا عليه، فهذا موسى عليه السلام في التوراة التي معه: ﴿ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾ [الأعراف: 157]، وهذا عيسى بشَّر به: ﴿وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ﴾ [الصف: 6] فهو مرسل إليهم، وهو كتب إلى ملوكهم ورؤسائهم، وقال لمعاذ رضي الله عنه: «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَإذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (153).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد