وكل
ما حصل له من الهدى ودين الحق هو بتوسط محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك من بلغه
رسالة رسولٍ إليه لا يكون وليًّا لله إلاَّ إذا اتبع ذلك الرسول الذي أُرسل إليه.
ومن
ادَّعى أن من الأولياء الذين بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، من له طريقٌ
إلى الله لا يحتاج فيه إلى محمدٍ فهذا كافر ملحد، وإذا قال: أنا محتاج إلى محمد في
علم الظاهر دون علم الباطن، أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة؛
****
ما حصل للولي، فإنما هو بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك بإتباعه
والاقتداء به، لا العكس، لا أن محمدًا يأخذ عن خاتم الأولياء.
كذلك الأولياء قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، إنما كانوا أولياء
باتباعهم للرسل الذين هم في زمانهم، ومن خالف الرسل، فليس وليًّا لله، هو ولي
للشيطان ولا طريق إلى الله عز وجل إلاَّ عن طريق الرسل، واتباع الرسل، ليس هناك
طريق آخر غير طريق الرسل عليهم السلام، فمن زعم أنه يصل إلى الله من غير طريق
الرسل، فإنه كافر وضال.
بلا شك، كافر ملحد، فهؤلاء الصوفية الذين يقولون: إن الناس بحاجة إلى خاتم
الأولياء، حتى الرسل بحاجة إلى خاتم الأولياء. هذا أعظم الكفر والإلحاد - والعياذ
بالله -؛ لأن الولي ما صار وليًّا إلاَّ باتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، فمن
لم يتبع الرسول، فليس وليًّا لله، وإنما هو ولي للشيطان.
منهم من يقول: أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر فقط، أما علم الباطن «علم القلوب»، فهذا لا أحتاج إلى محمد فيه،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد