×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فهو شرٌّ من اليهود والنصارى، الذين قالوا: إن محمدًا رسولٌ إلى الأميين دون أهل الكتاب .

فإن أولئك آمنوا ببعض وكفروا ببعض فكانوا كفارًا بذلك، وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدًا بُعث بعلم الظاهر دون علم الباطن آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض، فهو كافرٌ، وهو أكفر من أولئك؛

****

 أنا آخذه عن الله مباشرة، فهذا أعظم الكفر - أيضًا -؛ فإننا بحاجة إلى محمد صلى الله عليه وسلم في علم الظاهر وعلم الباطن، فلا تهتدي القلوب، ولا تؤمن القلوب إلاَّ باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يسلم الإنسان في الظاهر إلاَّ باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالذين يقولون: نحن لا نحتاج إلى الرسول في علم الباطن، وإنما نحتاجه في علم الظاهر. فهذا يؤمن ببعض الكتاب، ويكفر ببعض؛ فهو أشد من اليهود الذين يقولون: إن محمدًا رسول، يعني: بعض اليهود؛ هناك من اليهود والنصارى من يعترفون أن محمدًا رسول، ولكنهم يقولون: إنه رسول إلى العرب فقط، وليس رسولاً إلى اليهود والنصارى، فهذا من أعظم الكفر؛ لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامَّة للثقلين: الإنس والجن، أشد منه كفرًا من يقول: أنا أؤمن بما جاء به في الظاهر، وأما الباطن، فأنا أصل إلى الله بدون الرسول.

الرسول جاء بعلم الظاهر وعلم الباطن، أما من يقول: إنه جاء بعلم الظاهر فقط. فهذا يؤمن ببعض الكتاب، وهو الظاهر، ويكفر ببعض، وهو الباطن، فهو كافر: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ


الشرح