×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وأفضل السابقين الأولين الخلفاء الأربعة، وأفضلهم أبو بكر ثم عمر، وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الأمة وجماهيرها،

****

من الصحابة رضي الله عنهم أنه من مصلحة المسلمين، بل كانوا متضايقين منه؛ كعمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره، كانوا متضايقين من صلح الحديبية، ويرون أن فيه هضمًا للمسلمين وعزًّا للكفار، بينما الواقع خلاف ذلك، فصار فتحًا مبينًا: ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا [الفتح: 1]، وإن كان فيما يظهر لبعض الصحابة أنه هضم للمسلمين، وانتصار للكفار، لكن الحقيقة بالعكس؛ أنه هضم للكفار، ونصر للمسلمين؛ لأن الحرب وضعت أوزارها، وارتفعت سلطة الكفار عن القبائل، فصار من يريد الإسلام يسلم، ولا يخاف، وارتفعت يدهم عمن يريد الهجرة، فكانوا ينطلقون من مكة مهاجرين آمنين، بينما كانوا في الأول يخرجون مختفين، وعلى خطر، وعلى خوف؛ فهو عظيم، وأيضًا صار ممهدًا لفتح مكة.

أفضل السابقين الأولين الخلفاء الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم أصحاب بدر، ثم أصحاب بيعة الرضوان، كلهم أهل فضائل، فضائل إلى فضائل، ما بالك بالذي جمع هذه الفضائل كلها، جمع الأسبقية في الدخول في الإسلام، وهاجر في سبيل الله، وشهد بدرًا، وشهد فتح مكة، وشهد المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، ماذا يكون فضله؟

هذا لا خلاف فيه بين أهل السنة: أن أفضل الصحابة، بل أفضل الأمة أبو بكر، ثم عمر، لا أحد ينازع في هذا من أهل السنة، واختلفوا في الثالث: هل هو عثمان أو علي؟ اختلفوا في هذا،


الشرح