وقد دلت على ذلك
دلائل بسطناها في: «منهاج أهل السنة النبوية في نقض كلام أهل الشيعة والقدرية» .
وبالجملة
اتَّفقت طوائف السنة والشيعة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها واحد من الخلفاء،
ولا يكون مَن بعد الصحابة أفضل من الصحابة،
****
والراجح أنه عثمان رضي الله عنه؛
لأن الصحابة اختاروا عثمان، حتى علي رضي الله عنه هو ممن اختار عثمان رضي الله عنه
في أصحاب الشورى، اختاروا عثمان رضي الله عنه، ما اختاروه إلاَّ لأنه أفضل بعد أبي
بكر وعمر رضي الله عنهما.
لا يخالف فيه إلاَّ أهل الضلال، لا يخالف في هذا إلاَّ أهل الضلال من
الشيعة وغيرهم. وكتاب المنهاج في الردِّ على الحلي الشيعي «منهاج الكرامة»، سمى كتابه: منهاج الكرامة في الإمامة، فرد عليه شيخ
الإسلام بكتاب «منهاج السنة النبوية في
نقض كلام الشيعة والقدرية»، وهناك اسم آخر: «منهاج الاعتدال في الرد على أهل الرفض والاعتزال»؛ لأنه رد على
الشيعة وعلى المعتزلة.
لكن الشيعة يقولون: عليٌّ هو أفضل بعد الرسول، وأهل السنة يقولون:
أبو بكر، وأبو بكر وعليٌّ كلاهما من الخلفاء الأربعة.
هذه قاعدة، لا يكون من بعد الصحابة رضي الله عنهم أفضل من الصحابة رضي الله عنهم أبدًا، مهما بلغ من العلم والفضل، فإنه لا يصل إلى مرتبة الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم يمتازون بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه مرتبة لا ينالها غيرهم، أما من جاء بعدهم، فإن كان لهم فضل وعلم وعمل، لكن يفقد صفة الصحبة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهم أفضل القرون.
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد