فبين
الله سبحانه وتعالى، أنه يمد من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة من عطائه، وأن عطاءه
ما كان محظورًا من بر ولا فاجر، ثم قال تعالى: ﴿ٱنظُرۡ
كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ
تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 21]، فبين الله سبحانه وتعالى أن أهل
الآخرة يتفاضلون فيها أكثر مما يتفاضل الناس في الدنيا، وأن درجاتها أكبر من درجات
الدنيا، وقد بين تفاضل أنبيائه عليه السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين
****
يعني ليس ممنوعا، لا من البر، ولا من الفاجر؛ فهو يعطي المؤمن والكافر في
هذه الدنيا، من الذي يرزق الكفار، يطعمهم، ويسقيهم، ويمكنهم من الرفاهية، ومن هذه
المخترعات؟ من الله سبحانه وتعالى، ومن الذي يمد المؤمنين بالإيمان واليقين والعمل
الصالح، ويرزقهم أيضًا من الدنيا من الطيبات، ومن المال الطيب، هو الله عز وجل، هو
الذي يرزق هؤلاء وهؤلاء في الدنيا، ويتفاوتون في الدنيا، والآخرة أكبر تفاوتًا
وأكبر تفضيلا.
ما بين كل درجتين؛ كما بين السماء والأرض؛ كما قال سبحانه وتعالى.
تفاضل الأنبياء، تفاضل الصحابة، تفاضل سائر المؤمنين، ليسوا على حد سواء في الإيمان، ولا يكونون على حد سواء في الجزاء يوم القيامة في الدرجات؛ لأن الله لا يظلم أحدا، بل يتفضل أكثر من عمل الإنسان، ويضاعف له.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد