ومن
آمن ببعض ما جاء به وكفر ببعض، فهو كافر، ليس بمؤمن ؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ
ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ
أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ
حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ
سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٥٢﴾ [النساء: 150-
152].
****
لا يعرفون، يريدون التقارب مع
اليهود والنصارى، يريدون إرضاء اليهود والنصارى، والله عز وجل قال: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ
وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]،
يريدون إرضاءهم ومجاملتهم، لكن هم لن يرضوا أبدًا، حتى نتخلَّى عن ديننا، ونتبعهم.
كذلك لابد من الإيمان بجميع الكتب؛ فلا يُؤمَن ببعضها، ويُكفر ببعضها،
ولابد من الإيمان بجميع الكتاب؛ فلا يؤمن ببعض الكتاب، ويترك بعضه، يؤمن بما يوافق
هواه، ويكفر بما خالف هواه ورغبته: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ
بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ
مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]،
فلابد من الإيمان بجميع الكتاب: ما وافق رغبتك وهواك، وما خالف رغبتك وهواك؛ لأنه
وإن خالف رغبتك وهواك، فهو خير لك: ﴿وَعَسَىٰٓ
أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا
وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216].
قال الله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ﴾، وهم يقولون: نؤمن ببعض الكتاب، ونكفر ببعض، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد