فصل
وقد
اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء
الذين ليسوا بأنبياء،
****
اتفق المسلمون والسلف الصالح وأئمة الهدى وسائر أهل السنة أن أفضل أولياء الله هم الأنبياء، وأنهم أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، فلا أحد يساوي النبيين في منزلتهم عند الله سبحانه وتعالى؛ لأن النبوة لا يعدلها شيء من الفضائل، ثم يأتي من بعد الأنبياء الصديقون: جمع صِدِّيق، وهو الكثير الصدق، الذي لا يصدر عنه كذب؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا» ([1])، فالصديق هو: كثير الصدق، الذي يقول الصدق ويتحراه، يتحرى الصدق فيما يبلغه، وفيما يسمعه، يتحرى الصدق، فلا يخبر إلاَّ بما رآه صدقًا، فهو يحب الصدق دائمًا مع الله، والصدق مع الخلق، هذا هو الصديق، ثم من بعده الشهداء، ثم من بعد الشهداء بقية المؤمنين؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، هذه مراتب أهل الفضل في هذه الأمة: الأنبياء، ثم الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون، وأما عند الصوفية فعندهم ينقسم الأولياء إلى خاتم الأولياء وغيره، فعندهم أفضل الأولياء: خاتمهم، فهو أفضل من بقية الأولياء،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد