ومعلوم
أن عليًّا ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل
الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي.
وقد
أخرجا في «الصحيحين» عن أبي سعيدٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تَمْرُقُ
مَارِقَةٌ مِنَ الدِّينِ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يَقْتُلُهُمْ
أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ» ([1]) وهؤلاء المارقون
هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة علي،
فقتلهم علي بن أبي طالب وأصحابه. فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي بن أبي طالب
أولى بالحق من معاوية وأصحابه. وكيف يكون الأبدال في أدنى العسكرين دون أعلاهما؟ .
****
لأنه قال: الأبدال بالشام، فمعنى هذا أن أهل الشام هم أفضل من علي وأصحابه، مع أن
عليًّا أفضل، وهو رابع الخلفاء الراشدين، ومن السابقين الأولين من المهاجرين، ومن
أقارب النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أفضل، ومن معه من الصحابة أفضل من الذين في
الشام، فهذا يدل على أن هذا الحديث فيه نظر في كونهم بالشام.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهور الخوارج، وزمن خروجهم؛ أنهم لما رجعوا من صفِّين، كانوا يقاتلون مع علي رضي الله عنه، فلما انتهت المعركة، وقبل عليٌّ التحكيم، قالوا له: أنت حكَّمت الرجال، وكفَّروه، والله عز وجل يقول: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ﴾ [الأنعام: 57]، وأنت حكمت الرجال،
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد