وتفسير
هذا ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللهِ وَاليَومِ الآَخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([1]) فالتكلم بالخير
خير من السكوت عنه، والصمت عن الشر خير من التكلم به، فأما الصمت الدائم فبدعة
منهيٌّ عنها،
****
تفسير قول الرسول صلى الله عليه
وسلم لمعاذ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ
هَذَا» ([2]) يفسره قوله: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ
الآَخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا»؛ من ذكر الله، ومن الدعوة إلى الله، ومن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، وتلاوة القرآن، يتكلم كلام خير، «أَوْ لِيَصْمُتْ»، وإذا صمت وحبس لسانه، سلم من الإثم، فهو إما أن
يتكلم بخير، وإما أن يصمت عن الشر.
التكلم بالخير خير من السكوت عن الخير، ما نقول: اسكت ولا تقل شيئًا أبدًا،
لا خير ولا شر. لا، اسكت عن الشر، وتكلم في الخير، فالسكوت عن الشر خير من الكلام
بالشر، والكلام بالخير خير عن السكوت عن الخير، فالسكوت قد يكون خيرًا، وقد يكون
نقصًا.
الإنسان ما يؤمر أن يسكت دائمًا، قول الرسول: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ هَذَا» ([3]) ليس معناه: أنك تصمت دائمًا، ولا تتكلم بخير، أو ما تكلم بالأمور المباحة، لا، ليس هذا المقصود، المقصود أنك تمسكه عن الشر فقط، فلا يؤخذ من حديث معاذ هذا أن الإنسان
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6018)، ومسلم رقم (47).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد