فالنبي الملك يفعل
ما فرض الله عليه، ويترك ما حرم الله عليه، ويتصرف في الولاية والمال بما يحبه
ويختار من غير إثمٍ عليه .
وأما
العبد الرسول فلا يعطي أحدًا إلاَّ بأمر ربه، ولا يعطي من يشاء ويحرم، كما في صحيح
البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنِّي
وَاللَّهِ لاَ أُعْطِي أَحَدًا وَلاَ أَمْنَعُ أَحَدًا، إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ
أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ» ([1])، ولهذا يضيف الله
الأموال الشرعية إلى الله والرسول كقوله تعالى: ﴿قُلِ
ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ﴾ [الأنفال: 1]،
****
غير حساب، من غير أن يحاسبه الله على ذلك، لا شك أن هذا فيه فضل عظيم، لكنه
دون فضل النبي الرسول.
فكما أن المؤمنين طبقات، بعضها أفضل من بعض: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ
فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ
بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ
وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ﴾ [البقرة: 253]، فالله فضَّل بعض النبيين على بعض.
النبي الملك أباح له الله أن يعطي من يشاء، ويحرم من يشاء: ﴿فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ﴾ [ص: 39] «امنن»يعني: أعط، ﴿فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ
حِسَابٖ﴾ [ص: 39]، لا حرج عليك في ذلك. أما العبد الرسول، فليس
كذلك؛ لا يعطي من يشاء، ولا يمنع من يشاء، وإنما يعطي من أمره الله بإعطائه، ويمنع
من أمره الله بمنعه؛ لأنه عبد، ليس ملكًا.
ولهذا يضيف الله الأموال الشرعية - كالفيء، والغنيمة، وغير ذلك، والأنفال - إلى الله والرسول: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد