×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 بالله -؛ لأن الذين يجب أخذ أقوالهم من غير تردد هم الأنبياء عليه السلام، ومن عداهم فإنه لا يؤخذ من قوله إلاَّ ما وافق قول الأنبياء؛ لأن غير الأنبياء عرضة للخطأ، وأما الأنبياء عليه السلام؛ فإنهم معصومون لا يتطرق الشك إلى أقوالهم.

الصوفية وكذلك من قلدهم ممن يعظمون أئمتهم وقادتهم، ويأخذون أقوالهم قضية مسلمة، لا تقبل النقاش، بل يبايعون على ذلك، يبايعون على أخذ الطريقة، والتسليم لشيخ الطريقة، وأنه لا ينازع، ولا يناقش ولا يشك في قوله، يبايعون على هذا، وهذا من الضلال المبين؛ لأن من عدا الأنبياء فإنه عُرضة للخطأ والصواب.

وقد سبق أن الشيخ رحمه الله ذكر من سادات الأولياء - كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغيره من الصحابة رضي الله عنهم - من حصل منه خطأ في بعض الاجتهادات، أو في بعض الأقوال، حصل منهم خطأ، فهم ليسوا معصومين، فهذا هو السياق الذي ما زال الشيخ كله فيه.

وذكر من الأدلة على قبول قول الأنبياء بدون تردد هذه الآية: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ، فهذا فيه أن قول الأنبياء يؤخذ ولا يناقش، ولا يتردد فيه، فمن لم يأخذ به أو تشكك، فإنه ليس مؤمنًا بالأنبياء.

﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ؛ لأن الأنبياء لا يأتون بشيء من عندهم، وإنما يأتون بما أُنزل عليهم من الله سبحانه وتعالى؛


الشرح