وهذه صفة
المهاجرين الذين هجروا السيئات.
****
إِلَيۡهِمۡ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ
أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].
الطائفة الثالثة: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ﴾ [الحشر: 10] من بعد المهاجرين والأنصار، فهؤلاء لهم
نصيبهم في الفيء ﴿يَقُولُونَ
رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ
رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، قال العلماء: فمن كان يبغض
الصحابة، فليس له حق من الفيء بنص هذه الآية، من كان يبغض الصحابة، ويجد في نفسه غلًّا
عليهم، فإنه لا يستحق من الفيء شيئًا.
الهجرة في اللغة: هي الترك، ﴿وَٱلرُّجۡزَ
فَٱهۡجُرۡ﴾ [المدثر: 5]، وهجرة القلوب من الكفر إلى الإيمان ومن
الشرك إلى التوحيد. وهي من الترك، ترك الشيء، يقال: هجره، إذا تركه، وأما الهجرة
في الشرع، فهي على قسمين: عامة، وخاصة.
فالعامة: هجر كل ما نهى الله عنه من المعاصي والسيئات وجميع المخالفات، هذه هجرة،
بمعنى أنه ترك المعاصي وهجرها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ
لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» ([1]).
الهجرة العامة: هجرة ما نهى الله عنه من الشرك، ما نهى الله عنه من المعاصي، ما نهى الله عنه من الأذى، وكلام السوء وغير ذلك، هذه الهجرة العامة.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد