×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فصل

ومن الناس من يؤمن بالرسل إيمانًا مجملاً، وأما الإيمان المفصَّل فيكون قد بلغه كثير مما جاءت به الرسل ولم يبلغه بعض ذلك، فيؤمن بما بلغه عن الرسل، وما لم يبلغه لم يعرفه، ولو بلغه لآمن به، ولكن آمن بما جاءت به الرسل إيمانًا مجملاً.

****

 الإيمان بالرسل يتفاوت؛ فإيمان العوام يختلف عن إيمان العلماء، والعلماء يعلمون تفاصيل، ويعلمون ما لا يعلمه الجهال، فيجب على العالم أكثر مما يجب على الجاهل؛ لأن العالم يعلم التفصيل، وأما الجاهل، فإنه عنده علم مجمل، العامِّي عنده علم مجمل، فيؤمن بقدر علمه.

يعني تعلم، وعرف كثيرًا مما جاءت به الرسل؛ فهو أوسع دائرة وإيمانًا من العامي، الله عز وجل قال: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ [فاطر: 28]، خشيتهم أكثر من خشية الجهال، وإن كان الجهال المؤمنون مؤمنين بالله عز وجل، وعندهم خشية لله، لكنها أقل من خشية العلماء.

هو يؤمن بما بلغه، ويؤمن بما جاءت به الرسل، مما لم يبلغه؛ لأنه لا أحد يحيط بالعلم، لكنه يؤمن بما بلغه إيمانًا مفصلا، ويؤمن بما لم يبلغه إيمانًا مجملاً، هكذا المؤمن.


الشرح