ومن
كان يجن أحيانًا ويفيق أحيانًا، إذا كان في حال إفاقته مؤمنًا بالله ورسوله ويؤدي
الفرائض ويتجنب المحارم ؛ فهذا إذا جُنَّ لم يكن جنونه مانعًا من أن يثيبه الله على
إيمانه وتقواه الذي أتى به في حال إفاقته، ويكون له من ولاية الله بحسب ذلك.
وكذلك
من طرأ عليه الجنون بعد إيمانه وتقواه؛ فإن الله يثيبه ويأجره على ما تقدم من
إيمانه وتقواه. ولا يحبطه بالجنون الذي ابتلي به من غير ذنب فعله،
****
الجنون على قسمين:
القسم الأول: جنون مطبق دائم، هذا صاحبه لا يؤاخذ، ولا يقال: إنه
مؤمن ولا كافر.
القسم الثاني: جنون يأتي أحيانًا، ويذهب أحيانًا، فهذا في حال إفاقته
وعبادته لله يكون وليًّا لله، وفي حال جنونه وذهاب عقله، لا يوصف بأنه ولي لله، ولا
عدو لله.
لأن الله عز وجل لا يضيع عمل عامل، فعمل الذي يجن أحيانًا لا يبطل بالجنون.
بل يحتبسه الله له، ويجزيه عليه.
يكون وليًّا لله في حال إفاقته، وتقواه، وعمله الصالح، وإذا جاءه الجنون،
ارتفع عنه التكليف، فلا يؤاخذ، ولا يكون وليًّا لله في حال جنونه، ولا يكون عدوًّا
لله أيضًا.
إذا كان في أول حياته مؤمنًا بالله، مؤديًّا للفرائض، متجنبًا لمحارم الله، ثم جُنَّ في آخر عمره إلى أن مات، فإن الله لا يضيع أعماله السابقة، بل يحتسبها له، ويجريه عليها؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولا تبطل الأعمال إلاَّ بالشرك: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد