فَصْلٌ
وليس
من شرط ولي الله أن يكون معصومًا لا يغلط ولا يخطئ ؛
****
وليُّ الله كما بيَّنه الله في قوله عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، فكل مؤمن تقي، فهو ولي لله، وتقدم لنا أنه لأولياء الله علامات يعرفون بها: لا في الأزياء، ولا في المعاملة مع الناس، وإنما هم كسائر الناس، لا يعرفون، فلا يجعلون لأنفسهم دعاية، أو يلبسون لباسًا لا يلبسه غيرهم، أو أن يكون لهم أتباع، وهالات حولهم، بل كلما خفي الولي، كان هذا أكمل في ولايته؛ لأن الولاية إخلاص لله عز وجل، فالذي يحب أن يظهر، وأن يمدح، هذا عمله رياء، فلا يكون وليًّا لله عز وجل، فأولياء الله لا يحبون أن يظهروا، ولا أن يمدحوا، ولا أن تكون لهم منزلة خاصة بين الناس، وهذا كما جاء في الحديث: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([1])، أشعث أغبر بمعنى: ليس له جاه، ولا يعرف، ومع هذا «لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ»؛ لأنه ولي لله عز وجل، وهذا يدل على إخلاصه؛ كما مر في قصة أويس القرني، الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من وفد اليمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم: «فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» ([2])
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2622).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد