×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله، بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشي على الماء لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وموافقته لأمره ونهيه .

كرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور، وهذه الأمور الخارقة للعادة وإن كان قد يكون صاحبها وليًّا لله؛ فقد يكون عدوًّا لله،

****

ليس في هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي، حتى يكون مستقيمًا على طاعة الله.

هذه فائدة عظيمة، وهي الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، الفارق هو: اتباع الكتاب والسُّنة، فإذا كان مؤمنًا متبعًا للكتاب والسُّنة، فما معه من الخوارق كرامات أجراها الله على يده، وإن كان مخالفًا للكتاب والسُّنة، فما معه من الخوارق خوارق شيطانية. «وموافقته لأمره ونهيه»، هذه هي العلامة. ليست العلامة أن يكون معهم خوارق، العلامة المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

الله يجري على أيدي أوليائه بعض الكرامات العظيمة، التي لا تخطر ببال، لكنهم لا يغترون بها، ويتكبرون بها، ويدعون الناس إلى تعظيمهم، بل يتواضعون، ولي الله ما تزيده الكرامات إلاَّ تواضعًا لله، وأيضًا يحرص على إخفائها، وألا يراها الناس؛ لأنه يخاف الله عز وجل.

الكرامات وحدها لا تدل؛ لأن صاحبها إما أن يكون وليًّا لله إن كان مستقيمًا على طاعته، أو يكون عدوًّا لله إن كان عاصيًّا لله مخالفًا لأمره.


الشرح