فإن
هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين،، وتكون لأهل
البدع، وتكون من الشياطين .
فلا
يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله، بل يعتبر أولياء الله
بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسُّنة، ويعرفون بنور الإيمان
والقرآن، وبحقائق الإيمان الباطنة، وشرائع الإسلام الظاهرة .
****
الآن الكفرة والملاحدة عندهم أشياء غريبة، لكنها من الشيطان، وليست من
الرحمن.
كلها من الشياطين وليست هي كرامات من الله سبحانه وتعالى، الله سلط عليهم
الشياطين: ﴿أَلَمۡ تَرَ
أَنَّآ أَرۡسَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمۡ أَزّٗا﴾ [مريم: 83]، فتظهر
هذه الأشياء على أيديهم للغرور - والعياذ بالله -، والتضليل، وكل شيء فهو بقضاء
الله وقدره، لكنه لا يجري إلاَّ لحكمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى.
بل يعتبر ولي الله بأعماله وأفعاله، ومتابعته للكتاب والسُّنة، يعتبر بهذه
الأمور، لا بالخوارق فقط، وإنما يعتبر بالإيمان والتقوى ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63]، ما قال:
الذين تجري على أيديهم خوارق، قال: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 63].
أولياء الله يعرفون بسيماهم، النور على وجوههم، والاستقامة على أفعالهم
وأقوالهم، والطمأنينة، والأنس بذكر الله سبحانه وتعالى، هؤلاء هم أولياء الله، أما
أولياء الشيطان إذا ذكرت الله انقبضوا؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد