×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

مثال ذلك أن هذه الأمور المذكورة وأمثالها، قد توجد في أشخاص، ويكون أحدهم لا يتوضأ، ولا يصلي الصلوات المكتوبة، بل يكون ملابسًا للنجاسات، معاشرًا للكلاب،

****

 لأن الشياطين الذين معهم يحرقها ذكر الله عز وجل: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [الزمر: 45].

هذه الأمور المذكورة: الخوارق، المشي على الماء، المشي على النار، وما أشبه ذلك، هذه توجد مع أولياء الشيطان بكثرة، وهم ليسوا أولياء لله عز وجل.

يقولون: هذا ولي؛ لأنه ما عليه تكاليف، التكاليف على العوام، وإلا هذا من الخواص، هذا ولي، من خاصة الخاصة، وسقطت عنه التكاليف.

وهؤلاء علاماتهم ظاهرة، وهي: أنهم لا يتورعون عن الحرام والفواحش وترك الفرائض، ولا يتطهرون من النجاسات، ولا يتجنبون الكلاب التي هي من أخس الحيوانات، بل يعاشرونها، ويعيشون معها، ويأنسون بها، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اقتناء الكلاب إلاَّ للأمور المخصصة: كالحراسة - حراسة الماشية، أو حراسة الزرع -، أو للصيد، ثلاث أغراض فقط، وما عدا ذلك لا تجوز مصاحبة الكلاب؛ لأنها نجسة.


الشرح