وفي الصحيحين عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ:
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» ([1])، وفي صحيح مسلم:
«وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ» ([2]). وذكر البخاري عن
ابن أبي مليكة قال: «أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحمَّد صلى الله عليه
وسلم، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ» ([3]).
****
والغوارب؛ كما هي عادة الجاهلية، وإنما المطر بأمر الله، هو الذي ينزله إذا
شاء سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ
ٱلۡحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]، ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ ٦٨ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ
ٱلۡمُنزِلُونَ ٦٩﴾ [الواقعة: 68- 69]، فالله هو الذي ينزل الغيث: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ
عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا
تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ
تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ﴾ [لقمان: 34]، فنسبة
المطر إلى الأفلاك أو إلى النجوم، أو إلى المناخات هذا من أمور الجاهلية.
والشاهد من هذا: أن الإنسان قد تكون فيه خصلة من خصال الجاهلية إذا كان
عنده واحدة من هذه الأمور، وإن كان مسلمًا.
هذا الحديث سبق، لكن الرواية رواية مسلم: «وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ»، فدلَّ على أنه
يحدث من المسلم الذي يصلي ويصوم، يحدث أن يكون فيه خصلة من النفاق.
ابن أبي مليكة تابعي جليل من علماء مكة، يقول: أدركت
([1]) أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد