هذا العدد من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه؛ يعني لا يزكُّون أنفسهم؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم خافه على أصحابه رضي الله عنهم، قال: «أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ» ([1]) فخافه على أصحابه،
فدلَّ على أنه قد يوجد شيء من النفاق في المسلم، فينبغي له أن يحذر من هذا، ولا
يقل: أنا مسلم. ويأمن من خصال النفاق، بل يخاف منها، ويحذر منها، ويستعيذ منها،
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يسمي له
المنافقين، يسر إليه، ولهذا يسمى حذيفة رضي الله عنه: أمين سر النبي صلى الله عليه
وسلم، فكان عمر رضي الله عنه يسأله، يقول: «بِاللَّهِ،
مِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ: لاَ» ([2]) يخاف على نفسه
النفاق، وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الإنسان لا يأمن على نفسه من النفاق،
وإذا لم يأمن على نفسه، فإنه يحذر، ويتجنب خصال النفاق.
والشاهد من هذا: أن المسلم قد يكون فيه خصلة من خصال النفاق، فيكون من
جهتها فيه موالاة للشيطان بقدر ما فيه.
وقول ابن أبي مليكة دليل على كمال إيمانهم، وأنهم لا يكملون أنفسهم، ولا يزكون أنفسهم على ما لهم من القدر والمكانة في الإيمان، لا يزكون أنفسهم، يخافون على أنفسهم من النفاق.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4204)، وأحمد رقم (11252).
الصفحة 2 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد