وقال
تعالى: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا
لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ
فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ
أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا﴾ [الكهف: 50].
****
في الدفاع عن كفرهم وعن شرهم، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ
فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ﴾ إنهم يقاتلون في سبيل الله، لا يقاتلون رياء، ولا سمعة،
ولا طمعًا في المال، ولا طمعا في الملك، وإنما يقاتلون لإعلاء كلمة الله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي
سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ﴾؛ يقاتلون، يقدمون أنفسهم وأموالهم دفاعًا عن الشيطان
-والعياذ بالله-، هذا التولي، هذا غاية التولي للشيطان، ﴿يُقَٰتِلُونَ
فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ﴾.
ثم قال الله عز وجل: ﴿فَقَٰتِلُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ﴾، هذا فيه وجوب الجهاد مع الاستطاعة، وأن المسلمين
أولياء الرحمن يقاتلون أولياء الشيطان؛ ﴿فَقَٰتِلُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ كيده مهما كان،
فإنه ضعيف إذا قام أهل الإيمان بالجهاد في سبيل الله، قد حصل هذا لما جاهد الرسول
صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجاهد أصحابه من بعده، اندحر الشيطان وحزبه، ظهر
الإسلام، وسقطت دول الكفر تحت راية الإسلام؛ لأنه ضعيف، كيد الشيطان ضعيف، ما
نفعتهم قوتهم وهيبتهم، الفرس والروم اندحروا أمام جند الله عز وجل: ﴿إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ
كَانَ ضَعِيفًا﴾، فهذه الآية فيها بيان أن من صفات أولياء الرحمن أنهم
يقاتلون في سبيل الله، وأن من صفات أولياء الشيطان أنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت.
لما خلق الله آدم عليه السلام، خلقه بيده، خلقه من طين، وهذا تكرمة لآدم أن الله خلقه بيده، ثم علَّمه أسماء كل شيء؛ فظهر على الملائكة بالعلم، ثم أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجود إكرام، لا سجود
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد