×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 عبادة، سجود إكرام وتحية لآدم، وهو عبادة لله سبحانه وتعالى، عبادة لله لامتثال أمره، وهو إكرام لآدم، الملائكة لم يترددوا، أولياء الله لم يترددوا، فسجدوا، أطاعوا الله سبحانه وتعالى، وهذا هو غاية العبادة لله عز وجل، ﴿فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ؛ هو رأس الشياطين، استثناؤه من الملائكة هل هو من جنسهم، فيكون الاستثناء متصلا - كان من جنس الملائكة، ثم لما أبى السجود، واستكبر، خذله الله عز وجل، ولعنه، وطرده -، أم هو من غير جنس الملائكة؛ فيكون الاستثناء منقطعا، بمعنى «لكن»؟ الراجح - والله أعلم - أنه من غير جنس الملائكة، وإنما كان يتعبد معهم؛ ولهذا قال: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ، ولو كان من الملائكة، لما قال: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ، كان من عالم الجن، وعالم الجن فيهم شياطين ومردة، كل من تمرد عن طاعة الله من الجن، فإنه شيطان، ورئيسهم إبليس، هو رأس شياطين الجن، وهناك شياطين للإنس أيضا، ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ [الأنعام: 112]، ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ وهم عالم لا نراهم؛ ولذلك سموا بالجن من الاجتنان، وهو الاستتار، هم عالم الجن، العالم الذي لا نراه: ﴿إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ [الأعراف: 27]؛ يعني: الشيطان؛ فلذلك سموا بالجن، ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ يعني: عصى أمر ربه؛ لما قال الله للملائكة: اسجدوا، وكان إبليس معهم، سجدوا، وامتنع إبليس، فخرج عن أمر الله عز وجل، هذا هو الفسق، ﴿فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ ثم قال عز وجل: ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ هذا استفهام إنكار، يخاطب به بني آدم، ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ


الشرح