وفي
صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ
الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ
بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْن، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي
فَعَلْتُ لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، لَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ،
فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).
****
﴿وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ
دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ
بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ﴾ [البقرة: 253]؛ يعني: جبريل عليه السلام، هو روح القدس.
﴿وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا﴾ [الإسراء: 55]، وهو
الكتاب، وكتاب الزبور الذي يترنم به. إذا ترنم داود بالزبور، خشعت الجبال،
والطيور، وصرن يرددن معه، يرجعن معه لحسن صوته سبحانه وتعالى، هذه فضيلة خاصة
بداود عليه السلام.
مما يدل على التفاضل هذا الحديث: «الْمُؤْمِنُ
الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ»، فدلَّ
على أن المؤمنين يتفاوتون في إيمانهم، فالقوي في إيمانه خير من الضعيف في إيمانه، «وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ»؛ المؤمن وإن كان
إيمانه ضعيفًا، ففيه خير، خير من الكافر والمنافق؛ فلا يحتقر الضعيف من المؤمنين،
لا يحتقر؛ لأنه أحب إلى الله من كثير، أحب إلى الله من جميع الكفار.
وهذا فيه: فعل الأسباب، وأن الإنسان لا يقول: أنا متوكل على الله، ومؤمن بالله، ويعطل الأسباب، بل يعمل الأسباب: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ»؛ تترك العمل، وتترك الكسب، وتقول: أنا متوكل على الله. هذا لا يجوز.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد