×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 257]

****

 ليس من أولياء الله أصلا، أو أنه ليس من أولياء الله الذين لهم الولاية التامة، فإن الناس على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من يكون وليًّا لله ولاية خالصة، وهؤلاء هم الرسل، وأتباعهم على الحق، الذين سلموا من الذنوب والمعاصي، هؤلاء ولايتهم تامة.

القسم الثاني: وهناك من هو عدو لله عداوة تامة، وهو الكافر والمشرك، هؤلاء أولياء الشيطان وأعداء الله، عداوة تامة ليس معها ولاية لله، وإنما هم أولياء الشيطان، ليس معهم ولاية لله أصلا، وهم الكفار والمشركون.

القسم الثالث: وهناك من يجتمع فيه ولاية الله من جانب، وولاية الشيطان من جانب، وهو المؤمن العاصي، فهو ولي لله بما معه من الإيمان والتوحيد، وهو ولي للشيطان بما معه من كبائر الذنوب والمعاصي التي دون الشرك والكفر، تجتمع فيه الولاية والعداوة. لا يخرج الناس عن هذه الأقسام الثلاثة.

هذه الآية فيها بيان أولياء الله وأولياء الشيطان، فقال عز وجل: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ، فالله ولي المؤمنين الذين آمنوا، ﴿يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ [البقرة: 257] يخرجهم من ظلمات الكفر والشرك والشبهات إلى نور الإيمان ونور العلم والهداية، فهذه ثمرة ولايتهم


الشرح