ولكن
ليس بمتبع للرسل، ولا يؤمن بما جاءوا به، ولا يصدقهم بما أخبروا به، ولا يطيعهم
فيما أمروا، فهؤلاء ليسوا بمؤمنين، ولا أولياء لله،وهؤلاء تقترن بهم الشياطين
وتنزل عليهم، فيكاشفون الناس ببعض الأمور، ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر، وهم من
جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشياطين .
****
وإن كانوا يسمونهم أولياء الله، فهم ليسوا بمؤمنين، فضلاً عن أن يكونوا
أولياء لله، وإنما هم من أولياء الشيطان، وإن كانوا زهادًا ونساكًا، وعبادًا
ومجتهدين، لكن على غير طريق صحيح.
أولياء الشيطان لما خالفوا الرسل، وأطاعوا الشيطان، فإنهم يكون لهم أحوال
غريبة؛ لأن الشياطين تساعدهم، وتظهر على أيديهم بعض التصرفات الخارقة للعادة، وقد
سبق أن الخارق للعادة على قسمين:
القسم الأول: خارق للعادة يكون كرامة، إذا كان صاحبه مستقيمًا على
طاعة الله، ومن المؤمنين المتقين.
القسم الثاني: يكون خارقًا شيطانيًّا، إذا كان صاحبه على الكفر والضلال ومخالفة الرسل؛ فإنه يكون خارقًا شيطانيًّا، وليس كرامة، وهذا هو الصنف الذي يتحدث عنه الشيخ رحمه الله في هذا الكلام، فهؤلاء لما والوا الشياطين، وعادوا المرسلين والمؤمنين، فإن الشياطين تتولاهم، ويجري على أيديهم بعض التصرفات الخارقة للعادة، وهي أحوال شيطانية؛ فلا يغتر بها، ويقال: هؤلاء أولياء؛ لأن لهم كرامات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد