والسابقون
الأولون الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والمراد بالفتح: صلح الحديبية؛ فإنه
كان أول فتح مكة، وفيه أنزل الله تعالى: ﴿إِنَّا
فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا ١لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن
ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا
٢﴾ [الفتح: 1، 2]، فَقَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ،
أَوَ فَتْحٌ هُو؟ قَالَ: «نَعَمْ([1]).
****
بالسلف ما لم يكن من منهجهم: من
الغلو، والخروج على ولاة الأمور، وغير ذلك، فيلصق بالسلف ما ليس من منهجهم، فهذا
لم يتبعهم بإحسان، بل الذي يتبعهم بإحسان هو الذي عرف منهجهم، واتبعه من غير غلو،
ومن غير تساهل، هذا هو المحسن، ليس فيه غلو، وليس فيه تساهل وإضاعة، ما كل من قال:
أنا من السلف، أو أنا على منهج السلف، يكون صحيحًا، حتى يفهمه أولاً، ثم يمشي عليه
ثانيًّا، ولا يتجاوزه بإفراط أو تفريط، هذا هو الذي اتبعهم بإحسان.
هو كان مقدمة لفتح مكة، صلح الحديبية كان مقدمة لفتح مكة، وهو في السنة
السابعة من الهجرة، وبعده غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فتحها الله
عليه، ثم في السنة الثامنة فتح الله مكة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، دخل الناس
في دين الله أفواجًا: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ
ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا
٢﴾ [النصر: 1- 2]، جاءت الوفود من القبائل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم تبايعه، وتعلن إسلامها بعد فتح مكة.
مع أن صلح الحديبية لم يظهر لبعض الصحابة رضي الله عنهم أو لكثير
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد