×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

وقوله تعالى: ﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ [الحشر: 7]، وقوله تعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ [الأنفال: 41].

****

ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ [الأنفال: 1]، ﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ [الحشر: 7]، فيجعل المال لله والرسول، ولم يجعله للرسول فقط؛ كما جعله لسليمان عليه السلام.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يعطي، ولا ينفل أحدًا إلاَّ بأمر الله سبحانه وتعالى.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ينفرد بالفيء، وإنما هو لله وله؛ فلا يتصرف فيه إلاَّ بأمر الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم منفذ؛ ولهذا جاء في الحديث: «مَا أُعْطِيكُمْ وَلاَ أَمْنَعُكُمْ، أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ» ([1]) الله هو الذي يأمر، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو منفذ.

المغانم، كيف تصرف المغانم؟ هل بهوى الناس، أو بهوى الرسول؟ لا، لابد من الرجوع إلى ما شرعه الله فيها: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ؛ يعني: من أموال الكفار في المعركة، ﴿فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ [الأنفال: 41]، في الآية الأخرى: ﴿كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ [الحشر: 7]؛ لأنه يعطي بأمر الله، ﴿وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3117).