ولهذا
كان أظهر أقوال العلماء أن هذه الأموال تصرف فيما يحبه الله ورسوله بحسب اجتهاد
ولي الأمر، كما هو مذهب مالكٍ وغيره من السلف، ويذكر هذا رواية عن أحمد، وقد قيل
في الخُمُس: إنه يقسم على خمسةٍ، كقول الشافعي، وأحمد في المعروف عنه، وقيل: على
ثلاثةٍ، كقول أبي حنيفة رضي الله عنه .
والمقصود
هنا: أن العبد الرسول هو أفضل من النبي الملك، كما أن إبراهيم وموسى وعيسى ومحمدًا
أفضل من يوسف وداود وسليمان،
****
أي: أموال المغانم.
عملاً بالآية، ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖفَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41]؛ سهم
الله والرسول، سهم واحد، ولذي القربى اثنان، واليتامى ثلاثة، والمساكين أربعة،
وابن السبيل خمسة، فالخُمُس يصرف على هذه المصارف الخمسة؛ كما في الآية.
وقيل يصرف الخمس على ثلاثة أقسام: ﴿فَأَنَّ
لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ
وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الأنفال: 41]، ذكره رحمه الله لمصارف الفيء والأموال
هذا من باب الاستطراد كعادته رحمه الله، وأما المقصود وصلب الموضوع، فهو البحث في
النبي الملك، والعبد الرسول.
كما أن إبراهيم وموسى وعيسى ومحمدًا عليهم السلام هؤلاء عبيد رسل، فهم أفضل من الأنبياء؛ مثل: يوسف عليه السلام، فإنه تولى على مُلك مصر، ومثل: سليمان عليه السلام، وأبيه داود عليه السلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد