وهذا
كثير في كلام المشايخ، كقول الشيخ أبي سليمان الداراني: إنه ليقع في قلبي النكتة
من نكت القوم، فلا أقبلها إلاَّ بشاهدين: الكتاب والسنة وقال أبو القاسم الجنيد رحمه الله: عِلْمنا هذا
مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصلح له أن يتكلم في
علمنا، أو قال: لا يقتدى به.
****
جهله، وهذا لا يقلد ولا يتبع، هذا ضال، هذا من أهل الضلال، ولا يقلَّد ولا
يتَّبع.
هذا الأصل كثير في كلام المشايخ، الذين يتخذهم هؤلاء قادة، من أمثلة: أبي
سليمان الداراني، والجُنَيد، وغيرهم، هؤلاء المشايخ يأمرون بهذا الأصل، وهو اتباع
الكتاب والسنة، والذين يخالفونهم ليسوا متبعين لهم، وإن كانوا يدَّعون الاتباع.
يقع في قلبه النكتة من نكت القوم؛ يعني: من نكت الصوفية، تقع خاطرة في
قلبه، لكنه لا يقبلها إلاَّ بشاهدين: الكتاب والسنة؛ مثلما أن القاضي لا يقبل دعوى
المدَّعي إلاَّ بشاهدين، وكذلك الخاطرة لا يقبلها إلاَّ بشاهدين: الكتاب والسنة،
فإن كان لها دليل من الكتاب والسنة، فهي حق وإن خالفت الكتاب والسنة، فهي باطل،
هذا هو الميزان.
والجنيد أيضًا من أئمتهم الذين يقلدونهم وينتسبون إليهم، مع أنه رحمه الله على هذا المضمار، يتبع الكتاب والسنة، فلماذا لا يتبعونه في ذلك، وهم يدعون أنهم من أتباعه، وأنه شيخهم؟! فهذا الجنيد من أئمة العباد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد