×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فبيَّن سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه ولا أولياء بيته، إنما أولياؤه المتقون

****

المانع الثاني: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ؛ لأن الاستغفار يدفع العذاب، الاستغفار يدفع العذاب، ثم قال عز وجل: ﴿وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الأنفال: 34]، يمنون الحجاج والمعتمرين، ويسيطرون على الناس، ﴿وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، صدُّوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية.

﴿وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ، هذا محل الشاهد، ما كانوا أولياء المسجد الحرام؛ ﴿إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ.

هذا الفاصل في القضية؛ أن مجرد دعوى الولاية لا يكفي حتى يقوم الدليل عليهم، وهو التقوى، فمن ادعى الولاية، ينظر في عمله، فإن كان عمله صالحًا، وكان يتقي ربه عز وجل، فهو ولي، وأما إن كان بخلاف ذلك، فهو ولي للشيطان، وليس وليًّا للرحمن، هذا فيه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ﴿إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ [الأنفال: 34]، معناه: أن هذا حصر للولاية في المتقين، معناه: أن غير المتقين ليسوا أولياء الله، وإنما هم أولياء الشيطان.


الشرح