فكيف
الأنبياء كلهم؟ والأولياء إنما يستفيدون معرفة الله ممن يأتي بعدهم ويدعي أنه خاتم
الأولياء؟! وليس آخر الأولياء أفضلهم كما
أن آخر الأنبياء أفضلهم؛ فإن فضل محمد صلى الله عليه وسلم ثبت بالنصوص الدالة على
ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلاَ فَخْرَ» ([1])
****
كيف أن الأولياء يستفيدون معرفة الله ممن يأتي بعدهم، هل يعقل أن المتقدم
يستفيد من المتأخر بأزمان وقرون؟! هذا لا يقوله عاقل.
هذه المسألة منازع فيها أيضًا، ليس خاتم الأولياء -على القول بوجوده، مع
أنه فرضي، وليس بحقيقي، لكن على القول بوجوده- ليس هو أفضل ممن سبقه من الأولياء،
بل الذين سبقوه أفضل منه.
فالقياس هذا باطل، يقولون: إن آخر الأولياء هو أفضلهم؛ كما أن آخر الأنبياء
- وهو محمد صلى الله عليه وسلم - هو أفضلهم، هذا قياس باطل، فرق بين الولي
والرسول، فرق كثير بين الولي والرسول، فهو قياس مع الفارق.
قوله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ» جميعًا، وفيهم الرسل عليهم السلام، «وَلاَ فَخْرَ»؛ يعني: أنه لم يخبر بهذا من باب الافتخار، وإنما هو من باب التحدُّث بنعمة الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد