وقوله:
«آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟
فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لاَ أَفْتَحَ لأَِحَدٍ
قَبْلَكَ» ([1]).
وليلة
المعراج رفع الله درجته فوق الأنبياء كلهم، فكان أحقهم بقوله تعالى: ﴿تِلۡكَ
ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ
وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 253]،
****
فهذا يدل على أنه أفضل الخلق صلى
الله عليه وسلم؛ لأنه أول من يستفتح باب الجنة، ولم يؤذن للملك الخازن للجنة أن
يفتح لأحد قبل محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل على فضله صلى الله عليه وسلم،
وهذا ثبت بالأدلة لا بالادعاء - كما تقوله الصوفية لخاتم الأولياء -، فثبت بالأدلة
من الكتاب والسنة.
حتى تجاوز السبع الطباق في المعراج إلى السماء ليلة المعراج، وهذه مرتبة لم
يصلها النبيون؛ لأن الأنبياء في السماوات، كلما يأتي إلى سماء يمر على من فيها من
الأنبياء، حتى جاوز السماوات السبع، فصار فوق الأنبياء.
الله يفضِّل بعض الخلق على بعض: الرسل وغيرهم، ﴿مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ﴾، وهو موسى عليه السلام، ﴿وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ﴾؛ كما رفع محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولكن - كما سبق - هذا إنما يذكر من باب البيان والشكر لله، ولا يذكر من باب المفاخرة وتنقص المفضول؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ» ([2])، يعني: مفاضلة فخر، وقال: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» ([3])، مفاضلة الفخر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد