إلى
غير ذلك من الدلائل، كلٌّ منهم يأتيه الوحي من الله لا سيما محمدًا صلى الله عليه
وسلم، لم يكن في نبوته محتاجًا إلى غيره، فلم تحتج شريعته إلى سابق ولا إلى لاحق،
بخلاف المسيح أحالهم في أكثر الشريعة على التوراة وجاء المسيح فكملها ؛
****
وميزة الأنبياء على غيرهم أنهم يأتيهم الوحي من الله سبحانه وتعالى، وأما
غيرهم، فلا يوحى إليه، لا يوحى إلاَّ إلى الأنبياء، فهم أفضل الخلق؛ لاختصاصهم
بتلقي الوحي من الله سبحانه وتعالى.
فالأنبياء لا يحتاجون في نبواتهم إلى غيرهم؛ كما تقوله الصوفية من أنهم
محتاجون إلى خاتم الأولياء، وأنهم يستفيدون منه، الرسل لا يحتاجون إلى غيرهم من
الخلق؛ لأن الله أغناهم بالوحي المنزل عليهم، وأكملهم بذلك نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم؛ فإن الله جعل شريعته ناسخة للشرائع قبلها، وأمر باتباعه وحده على جميع
أهل الأرض من الجن والإنس.
شريعته ناسخة لما قبلها، لم تحتج إلى سابق من شرائع الأنبياء، ولا لاحق من
خاتم الأولياء؛ كما يقولون.
المسيح عليه السلام رسول من الرسل، ولكنه لم ينزل عليه كتاب شريعة مستقل، وإنما كان يحكم بالتوراة التي أنزلها الله على موسى، إلاَّ أنه نسخ شيئًا من التوراة: ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 50]، وأما في الجملة، فإنه متبع للتوراة التي أنزلها الله على موسى، وكل أنبياء بني إسرائيل يحكمون بالتوراة: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ﴾ [المائدة: 44]، النبيون من بني إسرائيل يحكمون بها، إنما جاء عليه السلام بمكملات فقط، وأما الأصل، فهو التوراة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد