ولهذا
كان النصارى محتاجين إلى النبوات المتقدمة على المسيح؛ كالتوراة والزبور وتمام
الأربع وعشرين نبوة، وكان الأمم قبلنا محتاجين إلى محدَّثين، بخلاف أمة محمد صلى
الله عليه وسلم؛ فإن الله أغناهم به، فلم يحتاجوا معه إلى نبي ولا إلى محدثٍ؛
****
كان بنو إسرائيل محتاجين إلى التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام،
محتاجين إلى الأنبياء السابقين، بخلاف محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله أعطاه
شريعة كاملة، لا تحتاج إلى ما سبق، ولا إلى شيء يأتي.
يعني: مُلْهَمين، محتاجين إلى ملهمين، المحدث هو الملهم.
أمة محمد أغناهم الله برسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أنزله الله عليه، فليسوا بحاجة إلى الأنبياء السابقين، وليسوا بحاجة إلى المحدَّثين الملهمين؛ فإن الشريعة كاملة من كل وجه، لم يحتاجوا بعده صلى الله عليه وسلم إلى نبي إلى أن تقوم الساعة؛ لأن الشريعة كافية شاملة، فليسوا بحاجة إلى نبي بعد الرسول؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([1]) فمن جاء يدَّعي النبوة، فهو كاذب وكافر، ومن صدقه، فهو كافر، من صدق المتنبئين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأن محمدًا هو خاتم النبيين، وهذا بنص القرآن والسنة: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾ [الأحزاب: 40]، قال صلى الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي»، أما الأولياء، فإنهم لم يُخْتَموا، الأولياء إلى أن تقوم الساعة لم يختموا، كل من أطاع الله ورسوله واتقى الله، فإنه ولي لله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252).
الصفحة 4 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد