×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

فصل في طبقات الأولياء

****

وأولياء الله على طبقتين: سابقون مقربون، وأصحاب يمينٍ مقتصدون. ذكرهم الله في عدة مواضع من كتابه العزيز؛ في أول سورة الواقعة وآخرها، وفي سورة الإنسان، والمطففين، وفي سورة فاطر،

****

 أولياء الله يتفاوتون؛ منهم المقربون، ومنهم أصحاب اليمين، ومنهم الظالمون لأنفسهم، فأهل الإيمان يتفاوتون.

﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ [فاطر: 32] وهؤلاء هم أصحاب المعاصي مع ما فيهم من الإيمان.

﴿وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ [فاطر: 32]، وهو الذي اقتصر على أداء الواجبات، وتجنب المحرمات، أدى الفرائض والواجبات، وتجنب المحرمات، هذا مقتصد، قد يفعل بعض المكروهات، وقد يترك بعض السنن، هذا مقتصد.

﴿وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ [فاطر: 32]، هذه الطبقة العليا، وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات من باب الاحتياط، هؤلاء هم السابقون، وجاء في مثل هذه الآية آيات يذكرها الشيخ - فانتبهوا لها - أن المؤمنين ليسوا على طبقة واحدة، وأنهم يتفاوت جزاؤهم يوم القيامة بحسب ذلك، وأصحاب اليمين هم الأبرار.


الشرح