فصل في طبقات الأولياء
****
وأولياء
الله على طبقتين: سابقون مقربون، وأصحاب يمينٍ مقتصدون. ذكرهم الله في عدة مواضع
من كتابه العزيز؛ في أول سورة الواقعة وآخرها، وفي سورة الإنسان، والمطففين، وفي
سورة فاطر،
****
أولياء الله يتفاوتون؛ منهم
المقربون، ومنهم أصحاب اليمين، ومنهم الظالمون لأنفسهم، فأهل الإيمان يتفاوتون.
﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ
ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ﴾ [فاطر: 32] وهؤلاء
هم أصحاب المعاصي مع ما فيهم من الإيمان.
﴿وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ﴾ [فاطر: 32]، وهو
الذي اقتصر على أداء الواجبات، وتجنب المحرمات، أدى الفرائض والواجبات، وتجنب
المحرمات، هذا مقتصد، قد يفعل بعض المكروهات، وقد يترك بعض السنن، هذا مقتصد.
﴿وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ﴾ [فاطر: 32]، هذه الطبقة العليا، وهم الذين أدوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات وبعض المباحات من باب الاحتياط، هؤلاء هم السابقون، وجاء في مثل هذه الآية آيات يذكرها الشيخ - فانتبهوا لها - أن المؤمنين ليسوا على طبقة واحدة، وأنهم يتفاوت جزاؤهم يوم القيامة بحسب ذلك، وأصحاب اليمين هم الأبرار.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد