فصل
والحقيقة
حقيقة الدين - دين رب العالمين - هي ما اتفق عليها الأنبياء والمرسلون؛
****
الحقيقة هي حقيقة الدين، الذي عليه الأنبياء والمرسلون؛ من أولهم إلى آخرهم، وهي حقيقة الإٍسلام؛ لأن الأنبياء وأتباعهم كلهم مسلمون؛ لأن الإِسلام معناه: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وهذا دين الأنبياء جميعًا، كلهم مسلمون، وأتباعهم مسلمون، وكل من اتبع نبيًّا من أنبياء الله، فإنه مسلم، إلى أن ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فصار المسلم هو من اتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ لأن رسالته عامة، ولأن دينه باقٍ لا ينسخ إلى أن تقوم الساعة، فلا يسع أحدًا من اليهود والنصارى وجميع الملل، بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن يتبعه، ويؤمن به، لا يسع أحدًا إلاَّ الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، لا يسع أحدًا أن يتبع نبيًّا من الأنبياء بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، لا يسع أحدًا أن يتعلق بولي من الأولياء ويعبده من دون الله، أو يتبعه، لو ما عبده، لا يجوز له أن يتبعه، إذا خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان وليًّا، ولو كان عالمًا، ولو كان...، لا تجوز الطاعة إلاَّ لله ولرسوله، هذه هي الحقيقة، فالأنبياء وأتباعهم كلهم مسلمون؛ لأنهم يعبدون الله بما شرعه لهم، كل وقت بحسبه، تُنسخ الشريعة، وتأتي شريعة أخرى، ثم تنسخ، وتأتي شريعة أخرى: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ﴾ [المائدة: 48]، إلى أن بُعث محمد صلى الله عليه وسلم، فصارت الشريعة شريعته الباقية التي لا تُنسخ، ولا تبدَّل، ولا تغيَّر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد