وأصل
الكفر والنفاق هو الكفر بالرسل وبما جاءوا به، فإن هذا هو الكفر الذي يستحق صاحبه
العذاب في الآخرة؛ فإن الله تعالى أخبر في كتابه أنه لا يعذب أحدًا إلاَّ بعد بلوغ
الرسالة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ
حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15].
****
لأن الكفَّار على قسمين:
كفار في الظاهر والباطن: وهم الذين لا يؤمنون بالرسل، أو لا يؤمنون ببعضهم.
وكفار في الباطن دون الظاهر: وهم المنافقون الذين يظهرون الإيمان، ويبطنون
الكفر، وهؤلاء شر من الكفار الذين أظهروا كفرهم؛ لأن الذين أظهروا كفرهم عُرفوا
أنهم أعداء لله ورسوله، فيعاملون معاملة الكفار، أما هؤلاء، فأبطنوا كفرهم، وخادعوا؛
فيغتر بهم من لا يعرف حقيقتهم، وضرر المنافقين على الإسلام أشد من ضرر الكفار
بكثير.
﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 15]، ولهذا يعاتب الكفار يوم القيامة: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ ٨قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ ٩﴾ [الملك: 8- 9]، يقولون للرسل: ﴿أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ﴾ [الملك: 9]، يضللون الرسل، نسأل الله العافية! ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزمر: 71]، فهم يعترفون يوم القيامة بأنهم بلغتهم الرسل، وأنه ليس لهم عذر؛ لأن الله لا يظلم أحدًا، ولو كانت
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد