فَصْلٌ
وإذا
عُرف أن الناس فيهم «أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» فيجب أن يفرق بين هؤلاء
وهؤلاء كما فرق الله ورسوله بينهما، فأولياء الله هم المؤمنون المتقون كما قال
تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63] .
****
لما ذكر الشيخ رحمه الله هذه
الآيات في مطلع هذا الكتاب المبارك، التي فيها أوصاف أولياء الله، وأوصاف أعداء
الله، عند ذلك عقد هذا الفصل؛ ليبين النتيجة مما سبق.
عُرِف مِن ماذا؟ من الآيات السابقة التي أوردها هذه هي النتيجة.
ويجب أن يفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، فلا يخلط الأمر، ولا يقال: كلهم بنو آدم، وكلهم إخوان في الإنسانية، وكلهم من بني آدم. لا، المسألة مسألة كفر وإيمان، وليست مسألة إنسانية، أو مسألة عاطفة، إنما هي كفر وإيمان. والذي لا يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، هذا دليل على عدم إيمانه؛ لأن الله فرق بينهم، فيجب أن تفرق بين أولياء الله وأولياء الشيطان، لا يلتبس عليك الأمر، فهذا فيه الرد على من يعتقد أن السحرة والكهان والمنجمين بما معهم من الخوارق الشيطانية أنهم أولياء الله، وأن هذه الخوارق كرامات من الله عز وجل، هذا لا يفرق بين الحق والباطل، ولا بين أولياء الله وأعداء الله. فالله فرق بينهما في الآيات؛ كما قال عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾، ثم فسَّرهم وبيَّنهم، فقال: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد