وأنه
لا طريق إلى الله عز وجل لأحد من الخلق، إلاَّ بمتابعته باطنًا وظاهرًا، حتى لو
أدركه موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، لوجب عليهم اتِّباعه، كما قال تعالى: ﴿وَإِذۡ
أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ
ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ
وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ
أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨١ فَمَن
تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٨٢﴾ [آل عمران: 81-
82]،
****
قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠
مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 81]، هكذا أخذ الله الميثاق على الأنبياء أن
يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم - لو بعث وأحدٌ منهم حي -؛ لأن رسالته عامة
للثقلين: للجن والإنس، والأنبياء وغيرهم، لا يسع أحدًا الخروج عن طاعته صلى الله
عليه وسلم، فكيف يسع مشايخ الصوفية أن يخرجوا عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
كيف يسع الأولياء أن يخرجوا عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! إذا خرجوا،
فإنهم لا يكونون أولياء، لا يكونون أولياء لله، وإنما يكونون أولياء للشيطان.
باطنًا وظاهرًا، لا يكفي المتابعة ظاهرًا، هذه طريقة المنافقين، لا بُد أن
يتابعه باطنًا وظاهرًا صلى الله عليه وسلم.
﴿فَمَن تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [آل عمران: 81- 82]، بعد أخذ هذا العهد، من تولى، فأولئك هم الفاسقون؛ أي: الخارجون عن طاعة الله سبحانه وتعالى، كل الأنبياء على هذا.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد