وقال
تعالى عن أهل النار: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ
كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ
٨قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ
مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ ٩﴾ [الملك: 8- 9].
****
فيها في قوم نوح، لما عبدوا
الأولياء والصالحين، ونصبوا صورهم، وعبدوها، حدث الشرك من ذاك الوقت، فأسل الله
نوحًا عليه السلام، فهو أول رسول بعد حدوث الشرك في الأرض، وكانوا من قبل على دين
آدم عليه السلام، كان فيهم أنبياء يعلمونهم، ويرشدونهم، وكانوا على التوحيد، وإنما
حدث الشرك في قوم نوح، فأرسل الله إليهم أول رسول، وهو نوح عليه السلام، والشاهد
من الآية: بيان الحكمة من إرسال الرسل: ﴿رُّسُلٗا
مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ
ٱلرُّسُلِۚ﴾ [النساء: 165]، هذه هي الحكمة من إرسال الرسل؛ لئلا
يحتج أحد يوم القيامة، ويقول: أنا ما بلغني رسالة، ولا بلغني دين، الله قطع
معذرتهم بإرسال الرسل.
فهذا فيه أنه قامت عليهم الحجة، وأنهم جاءهم النذير، بلَّغهم، لكنهم كذبوا: ﴿قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا﴾، وجحدوا الوحي من الله عز وجل؛ ﴿مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ﴾ أيها الرسل ﴿إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ﴾ «إن»بمعنى: «ما»نافية؛ أي: ما أنتم ﴿إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ﴾، فحصروا الضلال على الرسل - والعياذ بالله -، حصروا الضلالة على الرسل، ﴿إِنۡ أَنتُمۡ﴾ أي: ما أنتم ﴿إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ﴾، ليس عندكم هدى.
الصفحة 1 / 387
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد